البابا فرنسيس يتحدث في مقابلته العامة مع المؤمنين عن الكآبة
الفاتيكان :
تكلّم البابا فرنسيس، في مقابلته العامة مع المؤمنين، على مادةٍ من مواد التمييز، وهي الكآبة.
قال: عرّف القدّيس أغناطيوس دي لويولا الكآبة بأنها ظلام في النفس، واضطرابٌ داخليّ، ونزعةٌ إلى الأمور الدنيا والأرضيّة، وقلقٌ بسبب مختلف الانفعالات والتجارب. وتميل الكآبة بالنفس إلى عدم الثقة، وعدم الرّجاء والمحبّة، ويجد الإنسان نفسه معها كسولًا وفاترًا وحزينًا وكأنه منفصلٌ عن خالقه وربّه.
أضاف: ومع ذلك، ففي الكآبة شيءٌ إيجابيّ: التغيير في الحياة المليئة بالرذائل يمكن أن يبدأ من حالة حزنٍ وتأنيب ضمير. فالكآبة توقظ الانتباه من جديدٍ أمام خطرٍ محتملٍ أو خيرٍ مهمل. لهذا السّبب، هي ضروريّة لحياتنا، وتحمينا حتى لا نسيء إلى أنفسنا وإلى الآخرين.
تابع: الذين يريدون أن يعملوا الخير، قد يكون الحزن لهم عقبة بها يثبّط المجرّب عزيمتهم. لكنّ الإنجيل يذكّرنا بأنّ الطريق نحو الخير ضيّق وشاقّ، ويتطلّب نضالًا وانتصارًا على الذّات. لذلك من المهمّ للذين يريدون أن يخدموا الربّ يسوع، ألّا يسمحوا للحزن بأن يسيطر عليهِم. وعليهم أن يتبعوا قول الحكيم: لا تُغيّر شيئًا وأنت في حالة كآبة. الوقت الذي يمرّ، وليس مزاجك في لحظة الحزن، هو الذي يبيّن لك هل خيارك صوابٌ أم خطأ. إن عرفنا أن نعبر الوحدة والكآبة بانفتاح ووعيّ، يمكننا أن نخرج أقوى من الجانب الإنسانيّ والروحيّ.